top of page

كلمة الإعلامية ميرنا رضون في إجتماع اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في بيروت (فندق الكورال بيتش)

احييكم،

نجتمع اليومَ تحت رايةٍ ساميةٍ وشعارٍ كبيرٍ هو حقوقُ الانسان، نجتمع اليوم لنناقشَ الاعلام وحقوقَ الانسان، فاسمحوا لي قبل ان أتحدث عن طبيعةِ الرابط الذي بات يجمع هذين المصطلحين، وقبل ان اصفَ الكارثةَ الواقعة بين الاعلام وقضايا المجتمع وتحديدا ما يتعلق بحقوقالفرد، اسمحوا لي ان اسألَ سؤالا بسيطا ولكن معناه كبيرٌ جدا ، في العام 2019 هل من يعرّف لنا مصطلح حقوق الانسان؟ اعتقد ان الجواب بات صعبا لا بل بات هذا المصطلح فضفاضًا وفوضويًا يشبه ما يسمى الاعلامَ اليوم، واعني اعلامَ المجتمع العربي عموما واللبناني خصوصا. اعزائي اتكلم اليوم بكل ما املك من ضمير ووجدان اتكلم كانسانة اولا قبل ان اكون اعلاميةً تعايش يوميا هذه المعاناة، اقولها وبفمٍ ملآن نحن اليوم في مأزق، نحن في سجنٍ محاط بالغام، وكلما حاول الاعلام او اعلاميٌّ ما الخروج من هذا السجن ينفجر في وجهه أحدهذه الالغام، سأعرفكم اكثر عليها لانهالم تعد تكتفي بسَجن الاعلام وتحييده عن احد اهدافه الاساسية وهي الحفاظ على الفرد ودمجه في المجتمع، بل تخطت ذلك وباتت هذه الالغامُ تحول دون مراعاة حقيقة أن الاعلام لحقوق الانسان، يعني حتى المراعاة لهذه الحقوق لم تعد موجودة. وهنا نسأل كيف ولماذا؟؟ ان اللغم الاول هو اللغم السياسي حيث تعود ملكية العديد من وسائل الاعلام المرئية والمسوعة والمكتوبة الى جهة سياسية لا تعرف حدودًا غيرَ حدود اجندتها ومصالحها على حساب الابرياء والاطفال وخيرُ دليل على ذلك التغطياتُ المتناقضة للاعلام لاحداث الحرب في سوريا واليمن وفلسطين وغيرها، ناهيك عن مشاهدِ العنف والدم ووجوه الاطفال وهم يصرخون لم يعد يتم تصوريهم لتسليط الضوء على معاناتهم فقط ولا نرى اعلاميا تابعَمن خلال سلسلة تقارير قصةَطفل واحد شردته الحرب لا بل يكفي ان نعرضَ الصورَ واللقطاتِ لاستعطافِ الرأي العام ضد دولة او منظمة ما وانتهت. ويكفي ان نكتبَ التعليقاتِ على وسائل التواصل الاجتماعي وانتهت، باتت تقاريرُ الحروب تمر مرور الكرام مثلها مثل اي

مسلسل درامي لا يأخذ من وقتنا غيرَ بعض الانتباه، هناك ضجرٌايها السادة والسيداتاو عادةٌ ما اصابت المجتمعَ حيال تلقيه للخبر او كيفيةِتعاطيه مع هذه المصائب، حتى الاعلاميُّ نفسُه لم يعد يكترث لمتابعة قضية لأنه يبحث عن سكوب جديد يرضي من خلاله نفسَه ويرضي اصحابَ المؤسسة او التيارَ السياسي الذي يدعمه ماديا. لنعترفْ ان اعلامًنا بات اعلاما مأجورا ورخيصا جدا، هذا كلُّه ينسحب ايضا على المحطات الخاصة والتجارية التي اذا قاومت الاجنداتِ السياسيةَ لا يمكنها مقاومة اجنداتِ المعلنين والممولين وعمليةِ المنافسة ولعبةِ الرايتنغ وغيرها.

اعزائي باتت برامجُنا الاجتماعية والانسانية تقاسُ بحجم الفضيحة والرايتنغ من دون ادنى مراعاة لحقوق الانسان، اعلامُ اليوم يكشف على شاشات التلفزة وجوهَ القصّار المعرضين للاغتصاب، اعلامُ اليوم يستخدم قصّارًا وذويهم واشخاصًا ذوي احتياجات خاصة ونساءً معنفات وغيرهم فقط لصنع سكوب ومن بعدها ينساهم ويبحث عن سكوب اكبر، ممنوعٌ علينا متابعةُ قضية لأن السوق الاعلامية والتكنولوجيا والحروب تتطلب التجديدَ والتشتيتَ والتضليل. إذًا اين رسالتُنا اين انسانيتُنا اين حقوقُ الانسان من كل ذلك؟ بعضُنا يحاول التنسيق بين متطلبات المهنة او السوق الاعلاميةواخلاقيات المهنة وحقوق الانسان، لكنّ بعضنا ايضًا ضرب الكرةَعرضَ الحائط وقضى على الاخلاقيات بحجة قول الحقيقة كما هي. والغريبُ ان بعض المنظماتِ والمؤسسات ورجالِ الامن يدعمون هولاء ويمنحونهم القابا ومواقعَ مسؤولية فاين انتم من مراقبة كل ذلك، اين دعمُكم اين احصاءاتُكم اين توصياتُكم واينكم من تشريع قوانين دولية تحاسب هؤلاء؟ اين انتم من تعاطي الاعلام مع واقع السجون وقضايا المساجين واخفاء الحقائق وتحصيل اذوناتٍ وتصاريحَ معاييرُها الوساطة، حلقاتٌ مفصلة على قياس بعض الاعلاميين والمحطات التلفزيونية بحسب حجم الصداقات بينهم وبين بعض رجال الامن؟اين انتم من كل ذلك؟ان ما تفعلونه غير كافٍ.

واخيرًا ساحدثكم عن اللغم الاخطر حول سجننا الاعلامي، وهو السوشال ميديا التي باتت تحكمُنا بدل ان تساعدَنا، هذا السلاحُ ذو الحدين لا بد من قوننته ايضا بطريقة او باخرى للحفاظ على ما تبقى من كرامة الانسان خصوصًا في عالمنا العربي المتخلف، اعذروني على نقلي الصورةَ السوداويةَ لواقعنا الاعلامي واليوم وتعاطيه مع مسألة حقوق الانسان لكني بكل جرأة اقولها لكم نحن جميعا لم نتمكن بعد من تحقيق اهدافٍ سامية حقيقة في قضية حقوق الانسان رغم محاولاتنا الخجولة احيانا، سؤالٌ اخر سانهي فيه مداخلتي، اين الاعلامُ اليومَ واين لجنةُ حقوق الانسان من قضية اختفاء المصورالصحافي اللبناني سمير كساب وزميلِه الصحافي الموريتاني اسحاق مختار، شابان اختفيا خلال تغطية الحرب في سوريا في اكتوبر 2013 اين هما اليوم ومن يذكرهما؟ شكرا

 
 
 

댓글


Subscribe Form

©2020 by IHRC AFRICA REGION HQ

bottom of page